الحمد لله وبعد:
فإن الملائكة ستموت لكن بعض المخلوقات لن تفنى كالجنة والنار وما فيهما والعرش والروح، وليُعلم أن عدم فنائها لا يعني أنها تشبه الله تعالى في صفاته كالبقاء لأن هذه المخلوقات سُبقت بعدم، فهي حادثة مخلوقة، والله تعالى قديم أزلي ليس له أول. وهذه المخلوقات التي لا تفنى كالروح هي من الممكنات الجائزات أي يمكن أن تفنى لكن الله تعالى كتب لها أن تبقى، فبقاؤها هو من أثر قدرة الله تعالى أما بقاء الله تعالى فهو ذاتي واجب مستحيل في حقه الفناء.
فكل ما هو ممكن وجوده وعدمه وبقاؤه وفناؤه وأراد الله بقاءه بعد خلقه لا يمكن أن يشبه الله تعالى في صفاته لأن وجود الله واجب ذاتي لا عن سبب أو علة، وبقاءه واجب يستحيل عليه الفناء.
وبالله التوفيق.